رغم أنها لا زالت في طور التجربة على الفئران والقردة، إلا أنها أعطت أملا جديدا في مكافحة داء السيدا، خصوصا وأن علاج هذا الداء لازال بعيدا...
فمنذ ظهور هذا الداء، كان هدف العلماء والباحثين هو التوصل إلى العلاج... لكن الوقاية تبقى خير من العلاج... ومن هذا المنطلق قام فريق أمريكي مشكل من 30 عالما وباحثا على رأسهم العالم " ميشيل فارزان "، بالتركيز على المرحلة الأولى من دخول فيروس السيدا إلى خلايا جهاز المناعة للتكاثر، ومن ثم القضاء عليها...
فـ "فيروس السيدا" يمتلك بروتين خاص يمكنه من الالتحام بمستقبلات تسمى «CD4» موجودة على سطح أغلب الخلايا المناعتية (اللمفاويات والبلعميات)، حيث تمكنه هته العملية من تغيير صيغة البروتين، ليتمكن بعدها من أن يرتبط بمستقبلات أخرى تسمى «CCR5» توجد في خلايا الجسم.... بعبارة أخرى : فالعملية الأولى تمكن الفيروس بشكل ما من صنع "مفتاح" ملائم للخلايا المضيفة....
العالم والباحث "ميشيل
فارزان" قام رفقة الباحثين الآخرين باتباع منهجية جديدة تقوم على أساس تضليل الفيروس....حيث صنعوا بروتين يسمى «CD4-Ig» يقوم بالاندماج مع المستقبل «CD4» و «CCR5» وهو ما لا يسمح للفيروس بالالتحام مع الخلايا فيتم إبطال مفعوله. وبعد أن لاحظوا نجاعة الأمر في العمليات
المخبرية، انتقلوا إلى تجربته على الفئران ومن ثم على 4 من
"قردة المكاك"....
وقد علق البروفسور " جين
دانيال ليلييفر" بأن هته النتائج مثيرة للاهتمام.... فهي تشكل إضافة
تكميلية موازية لتجارب الحصول على اللقاح....
ومع ذلك، أبدى العديد من
الباحثين تساؤلات حول هته التجربة.... فالعدد القليل للقردة التي تم التجربة
عليها «4 قردة فقط » لا تسمح باستنتاجات محققة... لاسيما وأن طريقة تعرض القردة للإصابة بالفيروس تمت عن طريق حقنهم في
الوريد.. وهو ما لا يتوافق مع الظروف الأكثر شيوعا في الإصابة بالسيدا
بالنسبة للبشر (الجهاز التناسلي)...
ويبقى التساؤل الأهم
مطروحا : النتائج الإيجابية بالنسبة للحيوانات لا يعني بأن التجربة ستنجح على
الإنسان... خصوصا إذا كان الجينوم (البروتين الاصطناعي) يمتلك خاصية
التكاثر الدائم والمستمر... فقد يصبح مفعوله سلبيا على خلايا الجسم....